تواجه خطة المحافظون الجدد لتحويل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى عملاء مواليين لللإمبراطورية الأمريكية وكذلك ديمقراطيتها الوحيدة في الشرق الأوس
ط تحديات جديدة . تعسر الحروب ضد الفلسطينين والأفغان والعراقيين أدت إلى تحركات يصعب التنبأ بها من قبل جميع أصحاب المصالح في المنطقة.
الإمبراطورية الأمريكية تلقى تركيا الصاعدة وريثة العثمانيون الذين حكموا الشرق الأوسط لأكثر من خمس قرون . تحت إطار التطور الدبلوماسي لحزب العدالة والتنمية التركي، أعادت تركيا العام الماضي منهج الخلافة القديم بإلغاء تأشيرات الدخول بينها وبين ألبانيا والأردن ولبنان وليبيا وسوريا. وقد عرض أرتوغول جوناي وزير الثقافة والسياحة التركي على مصر انضمامها لهذا الاتفاق. كتب إسرائيل شامير أن " هناك خطة جديدة لإنشاء اتحاد للشرق الأوسط على نمط الاتحاد الأوروبي " مع تركيا التي خرجت لتوها من استفتاء فاز به حزب العدالة والتنمية.
وقد أسست تركيا شراكة استراتيجية مع روسيا في العاميين الماضيين وتتضمن إلغاء التأشيرات بين البلدين ، وخطط تجارية واستثمارية واعدة (مقومتها استخدام الليرة والروبل ) مثل انشاء خطوط أنابيب جديدة ومنشآت للطاقة النووية.
كمثل تركيا وريثة العثمانيين فروسيا وريثة البيزنطيين اللذين حكموا شرق أوسط مسالم ما يقارب ألفية قبل الأتراك. معاً الأتراك والروس أولى أن يكونوا مهيمنين على الشرق الأوسط عن الأمريكان والأنجليز مغتصبي القرن العشرين وهم يعملون على هذا .
وإن من سخرية القدر أن غزو أمريكا وإسرائيل على الشرق الأوسط وآسيا لم تروع دولها بل جرئتهم على العمل معاً لتأسيس نواة لتحالف قوي جديد يضم روسيا وتركيا وسوريا وإيران.
سوريا وتركيا وإيران ليسوا فقط متحدين بالعادات والتقاليد والعقائد ومقاومة المخططات الإسرائيلية الأمريكية بل أيضاً حاجتهم المشتركة لمكافحة رغبة الأكراد في الانفصال التي تؤيدها الولايات المتحدة وإسرائيل . كما أن تعاونهم الاقتصادي ينمو بسرعة فائقة . ثم أن إضافة روسيا إلى هذا المزيج يشكل قوى إقليمية قوية تشكل طيفاً إجتماعياً وسياسياً جامحاً: من تقاليد السنة والشيعة الإسلامية ، والمسيحية ، وحتى اليهودية إلى العلمانية .
هذا هو المنطق الجيو سياسي الطبيعي وليس ذاك المصطنع الذي فُرض على مدى المائة والخمسون عام السابقة من قبل الإمبراطورية البريطانية والأمريكية من بعدها. تماماً كما عث الصليبيون الفساد في الألفية السابقةمجبرين الشعوب على الاتحاد لمواجهتهم ، فقد خلق صليبيوا اليوم عوامل سقوطهم.
خطوة تركيا الجريئة مع البرازيل لتخليص إيران من مواجهتها مع الغرب لفتت انتباه العالم أجمع . في محاولة تركيا لكسر الحصار
عن غزة في يونيو الماضي وتحديها لإسرائيل لتعديها على أسطول السلام أصبحت حبيبة للعرب.
لدى روسيا مساهمات أقل إثارة لهذه القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، ولكنها تواجه مشاكل عدة . فحالة الاقتصاد والجيش الحالية تجبرها على الوقوف عند حد معين لتجنب استفزاز قوة العالم العظمى . النخبة في روسيا منقسمين إلى أي مدى يسايرون الولايات المتحدة . كما أن علاقات روسيا بالشرق الأوسط الإسلامي متأثرة بمآسي أفغانستان والشيشان ، والطريق المسدود الذي وصلت إليه روسيا مع معظم دول ال " ستان" .
لم يعد لروسيا تواجد رسمي ملحوظ في الشرق الأوسط منذ رحيل القوات السوفيتية من مصر عام 1972 . شهد الشرق الأوسط منذ منتصف الثمانينيات هجرة ملايين من الروس إلى إسرائيل. وهؤلاء كمثل جميع المهاجرين أينما كانوا حريصيين على إثبات ولائهم ورفضهم التام التخلي عن الأرض في حل الدولتين لفلسطين . كما قال أناطول تشارنس كي لبيل كلينتون ساخراً بعد هجرته:"أنا آتٍ من أكبر البلاد في العالم إلى أصغرها . أتريدنى أن أقسمها إلى نصفين ؟ لا شكراً ." روسيا الآن أصبح لديها لوبي إسرائيلي خاص بها ، كما أن العديد من الروس يتمتعون بجنسيتين مما يجعل التنقل بين البلدين سهلاً للغاية.
ثم هناك موقف روسيا الملتبث من المواجهة بين إيران والغرب .فروسيا تتعاون مع إيران في مجال الطاقة النووية ولكن لديها مخاوف بشأن نواياها فدعمت قرار مجلس الأمن بفرض العقوبات على إيران وألغت صفقة صواريخ S300 التي وقعتها معها سنة 2005 ، بالإضافة إلى أنها تزيد من دعمها لجهود الولايات المتحدة في أفغانستان لذا استنتج العديد من المعلقين أن هذه علامات على أن القيادة الروسية في عهد الرئيس ديمتري ميدفاديت تميل إلى الرضوخ لواشنطن بعكس السياسة التابعة في عهد بيوتن التي كانت ضد الإمبريالية بشكل أوضح . انتقد وزير الدفاع الإيراني أحمد فاهيدي روسيا قائلاً" أظهرت أنها لا يمكن التعويل عليها"
روسيا تلعب دور المشاهد في هذه المعضلة الصعبة وهي حتى الآن توافق الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في استبعاد تركيا والبرازيل من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني . يقول تيري ميسان في voltairnet.org " قد فسرت دول عدم الانحياز عامة وإيران على وجه الخصوص هذا الموقف بأنه محاولة من قوى عظمى لمنع القوى الناشئة من تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة التي يحتاجون إليها من أجل التنمية الاقتصادية . وسيكون من الصعب على هذه الدول أن تنسى زلة روسيا هذه"
أينما كانت الحقيقة فتعاون روسيا مع إيران، والآن تركيا ، وسوريا ، ومصر في التنمية السلمية للطاقة النووية، والاتفاق الأخير لبيع صواريخ P800 لسوريا تبين أن روسيا ليست لعبة بين يدي الولايات المتحدة وإسرائيل . كان رد فعل إسرائيل لهذه الصفقة حاد ، فهددت انتقاماً ببيع أسلحة استراجية تخل في الموازين لإماكن ذات " أهمية استراتيجية لروسيا . الإجراءات الروسية تشير إلى أنها تسعى إلى تهدئة الأوضاع المضطربة التي يمكن أن تخرج عن السيطرة .
هناك أسباب أخرى لرؤية روسيا كوسيط محتمل في الشرق الأوسط ، الملايين من اليهود الروس الذين انتقلوا إلى إسرائيل ليسوا بالضرورة نقطة ضعف بالنسبة لروسيا ، وذلك لأن ثلثهم مرفوضين من المجتمع الإسرائيلي لعدم اعتبارهم "كوشر" بالقدر الكافي
وهذه تشكل مشكلة بالنسبة لدولة تقوم أساساً على النقاء العرقي . فقد عاد الكثير إلى روسيا والبعض الآخر هاجر إلى أماكن آخرى أفضل . هناك سياسيون يمينيون يعتمدون فكرة الدولة الواحدة بالفعل مثل موشى أرينز الراعي السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . ولعل هؤلاء المهاجرين الروس يعيدون تمثيل فريدريك دوكليرك في تفكيك نظاام التفرقة العنصرية(أبرثايت) في جنوب إفريقية.
تملك روسيا مفتاح آخر لسلام الشرق الأوسط. فقد كانت الصهيونية منذ بدايتها حركة علمانية اشتراكية واجهت مقاومة شديدة من اليهود المتدينين المحا فظين وهذا هو الوضع إلى حين ، على الرغم من انشقاقات عدة كمثل بن جوريون ونتينياهو . اليهود اللذين يتبعون صحيح التوراة مثلهم كمثل الفلسطينيين لايعترفون " بدولة يهودية".
ولكن مهلاً! هناك دولة يهودية شرعية ، دولة علمانية أنشئت وفقاً للسياسات السوفيتية عام 1928 في بلدة بيروبيد جان الروسية. ولا شئ يمنع يهود إسرائيل أجمعهم من الأورثوذوكس والعلمانيين على حد سواء من الارتحال إلى هذا الوطن اليهودي الذي يتمتع بوفرة المواد الخام ، وكما عبرت جولدا مائير " أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض " . وقد حصلت هذه البلدة على فرصة جديدة للحياة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي . قام الرئيس دمتري ميدفيدف هذا الصيف بزيارة غير مسبوقة من غيره من القادة الروس (أو السوفييت ) . وقد أبدى دعم الدولولة الروسية القوي لها كوطن يهودي حيث اليديشيه ، لغة يهود أوروبا العلمانية ( لا العبرية المقدسة) هي لغة الولاية الرسمية .
لم تكن هناك يد سحرية في توجيه روسيا وتركيا لتشكيل محور سياسي جديد ، بل إنها قدرة الإسلام على مقاومة عدوان الغرب . وإنها – ومن المدهش – صفحة من تاريخ الاستقلال العلماني للجنسيات السوفييتية.قيل للرئيس التركي عبد الله غول في قمة الأهداف الإنمائية للألفية أن تركيا التي كانت يوماً " رجل أوروبا المريض " أصبحت اليوم" رجل أوروبا الصحيح الوحيد "
أنقرة تقف جنباً إلى جنب مع روسيا والأصدقاء إيرانيون وسوريون لترتيب الفوضى التي أحدثتها الإمبراطورية البريطانية ونسلها
" الديمقراطي" الولايات المتحدة وإسرائيل.
بينما يظل الاستراجيون الأمريكيون والإسرائيليون يصدرون مخططات مهوسة لغزو إيران ، يخطط القدر الروس والإيرانيون لزيادة التجارة والتنمية في الشرق الأوسط مما يشمل الطاقة النووية. من وجهة نظر الشرق الأوسط ، حرص روسيا على بناء محططات لتوليد الطاقة في إيران ، وتركيا ، وسوريا، ومصر يبين رغبتها على المساعدة في تعجيل التنمية الاقتصادية التي رفضتها الغرب للشرق الأوسط-باستثناء إسرائيل. وهذا يشمل لبنان حيث سيصله كل من سترويترانس جاز ) Stroytransgas) و جاز بروم عبر سوريا إلى أن تستطيع بيروت التغلب على العقبات التي تفرضها إسرائيل باستغلالها حقول لبنان في مياهه الأقليمية .
روسيا كحليفتها تركيا تلعب دور الوسيط في التعامل مع مشاكل الشرق الأوسط الملحة – فلسطين وإيران . قال غول- بالغة الإنجليزية - في قمة الأهداف الإنمائية للألفية " سلام الشرق الأوسط يحمل مفتاح مستقبل آمن وسالم في العالم أجمع " العالم الآن يراقب إن كان ستأتي جهودهما بالنتائج المرجوة .
translation by Alaa Murad
الإمبراطورية الأمريكية تلقى تركيا الصاعدة وريثة العثمانيون الذين حكموا الشرق الأوسط لأكثر من خمس قرون . تحت إطار التطور الدبلوماسي لحزب العدالة والتنمية التركي، أعادت تركيا العام الماضي منهج الخلافة القديم بإلغاء تأشيرات الدخول بينها وبين ألبانيا والأردن ولبنان وليبيا وسوريا. وقد عرض أرتوغول جوناي وزير الثقافة والسياحة التركي على مصر انضمامها لهذا الاتفاق. كتب إسرائيل شامير أن " هناك خطة جديدة لإنشاء اتحاد للشرق الأوسط على نمط الاتحاد الأوروبي " مع تركيا التي خرجت لتوها من استفتاء فاز به حزب العدالة والتنمية.
وقد أسست تركيا شراكة استراتيجية مع روسيا في العاميين الماضيين وتتضمن إلغاء التأشيرات بين البلدين ، وخطط تجارية واستثمارية واعدة (مقومتها استخدام الليرة والروبل ) مثل انشاء خطوط أنابيب جديدة ومنشآت للطاقة النووية.
كمثل تركيا وريثة العثمانيين فروسيا وريثة البيزنطيين اللذين حكموا شرق أوسط مسالم ما يقارب ألفية قبل الأتراك. معاً الأتراك والروس أولى أن يكونوا مهيمنين على الشرق الأوسط عن الأمريكان والأنجليز مغتصبي القرن العشرين وهم يعملون على هذا .
وإن من سخرية القدر أن غزو أمريكا وإسرائيل على الشرق الأوسط وآسيا لم تروع دولها بل جرئتهم على العمل معاً لتأسيس نواة لتحالف قوي جديد يضم روسيا وتركيا وسوريا وإيران.
سوريا وتركيا وإيران ليسوا فقط متحدين بالعادات والتقاليد والعقائد ومقاومة المخططات الإسرائيلية الأمريكية بل أيضاً حاجتهم المشتركة لمكافحة رغبة الأكراد في الانفصال التي تؤيدها الولايات المتحدة وإسرائيل . كما أن تعاونهم الاقتصادي ينمو بسرعة فائقة . ثم أن إضافة روسيا إلى هذا المزيج يشكل قوى إقليمية قوية تشكل طيفاً إجتماعياً وسياسياً جامحاً: من تقاليد السنة والشيعة الإسلامية ، والمسيحية ، وحتى اليهودية إلى العلمانية .
هذا هو المنطق الجيو سياسي الطبيعي وليس ذاك المصطنع الذي فُرض على مدى المائة والخمسون عام السابقة من قبل الإمبراطورية البريطانية والأمريكية من بعدها. تماماً كما عث الصليبيون الفساد في الألفية السابقةمجبرين الشعوب على الاتحاد لمواجهتهم ، فقد خلق صليبيوا اليوم عوامل سقوطهم.
خطوة تركيا الجريئة مع البرازيل لتخليص إيران من مواجهتها مع الغرب لفتت انتباه العالم أجمع . في محاولة تركيا لكسر الحصار
عن غزة في يونيو الماضي وتحديها لإسرائيل لتعديها على أسطول السلام أصبحت حبيبة للعرب.
لدى روسيا مساهمات أقل إثارة لهذه القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، ولكنها تواجه مشاكل عدة . فحالة الاقتصاد والجيش الحالية تجبرها على الوقوف عند حد معين لتجنب استفزاز قوة العالم العظمى . النخبة في روسيا منقسمين إلى أي مدى يسايرون الولايات المتحدة . كما أن علاقات روسيا بالشرق الأوسط الإسلامي متأثرة بمآسي أفغانستان والشيشان ، والطريق المسدود الذي وصلت إليه روسيا مع معظم دول ال " ستان" .
لم يعد لروسيا تواجد رسمي ملحوظ في الشرق الأوسط منذ رحيل القوات السوفيتية من مصر عام 1972 . شهد الشرق الأوسط منذ منتصف الثمانينيات هجرة ملايين من الروس إلى إسرائيل. وهؤلاء كمثل جميع المهاجرين أينما كانوا حريصيين على إثبات ولائهم ورفضهم التام التخلي عن الأرض في حل الدولتين لفلسطين . كما قال أناطول تشارنس كي لبيل كلينتون ساخراً بعد هجرته:"أنا آتٍ من أكبر البلاد في العالم إلى أصغرها . أتريدنى أن أقسمها إلى نصفين ؟ لا شكراً ." روسيا الآن أصبح لديها لوبي إسرائيلي خاص بها ، كما أن العديد من الروس يتمتعون بجنسيتين مما يجعل التنقل بين البلدين سهلاً للغاية.
ثم هناك موقف روسيا الملتبث من المواجهة بين إيران والغرب .فروسيا تتعاون مع إيران في مجال الطاقة النووية ولكن لديها مخاوف بشأن نواياها فدعمت قرار مجلس الأمن بفرض العقوبات على إيران وألغت صفقة صواريخ S300 التي وقعتها معها سنة 2005 ، بالإضافة إلى أنها تزيد من دعمها لجهود الولايات المتحدة في أفغانستان لذا استنتج العديد من المعلقين أن هذه علامات على أن القيادة الروسية في عهد الرئيس ديمتري ميدفاديت تميل إلى الرضوخ لواشنطن بعكس السياسة التابعة في عهد بيوتن التي كانت ضد الإمبريالية بشكل أوضح . انتقد وزير الدفاع الإيراني أحمد فاهيدي روسيا قائلاً" أظهرت أنها لا يمكن التعويل عليها"
روسيا تلعب دور المشاهد في هذه المعضلة الصعبة وهي حتى الآن توافق الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في استبعاد تركيا والبرازيل من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني . يقول تيري ميسان في voltairnet.org " قد فسرت دول عدم الانحياز عامة وإيران على وجه الخصوص هذا الموقف بأنه محاولة من قوى عظمى لمنع القوى الناشئة من تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة التي يحتاجون إليها من أجل التنمية الاقتصادية . وسيكون من الصعب على هذه الدول أن تنسى زلة روسيا هذه"
أينما كانت الحقيقة فتعاون روسيا مع إيران، والآن تركيا ، وسوريا ، ومصر في التنمية السلمية للطاقة النووية، والاتفاق الأخير لبيع صواريخ P800 لسوريا تبين أن روسيا ليست لعبة بين يدي الولايات المتحدة وإسرائيل . كان رد فعل إسرائيل لهذه الصفقة حاد ، فهددت انتقاماً ببيع أسلحة استراجية تخل في الموازين لإماكن ذات " أهمية استراتيجية لروسيا . الإجراءات الروسية تشير إلى أنها تسعى إلى تهدئة الأوضاع المضطربة التي يمكن أن تخرج عن السيطرة .
هناك أسباب أخرى لرؤية روسيا كوسيط محتمل في الشرق الأوسط ، الملايين من اليهود الروس الذين انتقلوا إلى إسرائيل ليسوا بالضرورة نقطة ضعف بالنسبة لروسيا ، وذلك لأن ثلثهم مرفوضين من المجتمع الإسرائيلي لعدم اعتبارهم "كوشر" بالقدر الكافي
وهذه تشكل مشكلة بالنسبة لدولة تقوم أساساً على النقاء العرقي . فقد عاد الكثير إلى روسيا والبعض الآخر هاجر إلى أماكن آخرى أفضل . هناك سياسيون يمينيون يعتمدون فكرة الدولة الواحدة بالفعل مثل موشى أرينز الراعي السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . ولعل هؤلاء المهاجرين الروس يعيدون تمثيل فريدريك دوكليرك في تفكيك نظاام التفرقة العنصرية(أبرثايت) في جنوب إفريقية.
تملك روسيا مفتاح آخر لسلام الشرق الأوسط. فقد كانت الصهيونية منذ بدايتها حركة علمانية اشتراكية واجهت مقاومة شديدة من اليهود المتدينين المحا فظين وهذا هو الوضع إلى حين ، على الرغم من انشقاقات عدة كمثل بن جوريون ونتينياهو . اليهود اللذين يتبعون صحيح التوراة مثلهم كمثل الفلسطينيين لايعترفون " بدولة يهودية".
ولكن مهلاً! هناك دولة يهودية شرعية ، دولة علمانية أنشئت وفقاً للسياسات السوفيتية عام 1928 في بلدة بيروبيد جان الروسية. ولا شئ يمنع يهود إسرائيل أجمعهم من الأورثوذوكس والعلمانيين على حد سواء من الارتحال إلى هذا الوطن اليهودي الذي يتمتع بوفرة المواد الخام ، وكما عبرت جولدا مائير " أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض " . وقد حصلت هذه البلدة على فرصة جديدة للحياة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي . قام الرئيس دمتري ميدفيدف هذا الصيف بزيارة غير مسبوقة من غيره من القادة الروس (أو السوفييت ) . وقد أبدى دعم الدولولة الروسية القوي لها كوطن يهودي حيث اليديشيه ، لغة يهود أوروبا العلمانية ( لا العبرية المقدسة) هي لغة الولاية الرسمية .
لم تكن هناك يد سحرية في توجيه روسيا وتركيا لتشكيل محور سياسي جديد ، بل إنها قدرة الإسلام على مقاومة عدوان الغرب . وإنها – ومن المدهش – صفحة من تاريخ الاستقلال العلماني للجنسيات السوفييتية.قيل للرئيس التركي عبد الله غول في قمة الأهداف الإنمائية للألفية أن تركيا التي كانت يوماً " رجل أوروبا المريض " أصبحت اليوم" رجل أوروبا الصحيح الوحيد "
أنقرة تقف جنباً إلى جنب مع روسيا والأصدقاء إيرانيون وسوريون لترتيب الفوضى التي أحدثتها الإمبراطورية البريطانية ونسلها
" الديمقراطي" الولايات المتحدة وإسرائيل.
بينما يظل الاستراجيون الأمريكيون والإسرائيليون يصدرون مخططات مهوسة لغزو إيران ، يخطط القدر الروس والإيرانيون لزيادة التجارة والتنمية في الشرق الأوسط مما يشمل الطاقة النووية. من وجهة نظر الشرق الأوسط ، حرص روسيا على بناء محططات لتوليد الطاقة في إيران ، وتركيا ، وسوريا، ومصر يبين رغبتها على المساعدة في تعجيل التنمية الاقتصادية التي رفضتها الغرب للشرق الأوسط-باستثناء إسرائيل. وهذا يشمل لبنان حيث سيصله كل من سترويترانس جاز ) Stroytransgas) و جاز بروم عبر سوريا إلى أن تستطيع بيروت التغلب على العقبات التي تفرضها إسرائيل باستغلالها حقول لبنان في مياهه الأقليمية .
روسيا كحليفتها تركيا تلعب دور الوسيط في التعامل مع مشاكل الشرق الأوسط الملحة – فلسطين وإيران . قال غول- بالغة الإنجليزية - في قمة الأهداف الإنمائية للألفية " سلام الشرق الأوسط يحمل مفتاح مستقبل آمن وسالم في العالم أجمع " العالم الآن يراقب إن كان ستأتي جهودهما بالنتائج المرجوة .
translation by Alaa Murad