"الإمبريالية ما بعد الحداثة" يإيريك ولبرج
صيغ مصطلح «اللعبة الكبرى» في القرن التاسع عشر لوصف التنافس ما بين روسيا و بريطانيا.
لقد عجلت المخاوف بشأن قيام الروس بالاعتداء على مصالح بريطانية في الهند في شن الحرب الأفغانية-البريطانية المشؤومة [1839-1842]، وهذا بعد أن تمكنت روسيا من فرض وجود دبلوماسي و تجاري لها في أفغانستان. ومن قبل، مع بداية القرن التاسع عشر، لم تعد هنالك ما تسمى 'أرض حيادية'. فالعالم أصبح عن بكرة أبيه ملعباً عملاقاً للقوى الصناعية الرئيسة وأصبحت منطقة أوراسيا موقع ذاك الملعب .
تعبير اللعبة مفيد كتشبيه للتنافس الأوسع ما بين الشعوب والنظم الاقتصادية في غضون تصاعد الإمبريالية والسعي وراء السيطرة على العالم . وقد مرت هذه اللعبة عبر تحولين رئيسين منذ أيام الصراع الروسي – البريطاني من خلال صعود الشيوعية ثم الإسلام كقوتين عالميتين مناهضتين للإمبريالية .
تشمل موضوعات "الإمبريالية ما بعد الحداثة : الجيوسياسية والألعاب الكبرى" :
· استراتيجية الولايات المتحدة على أنها ولدت من رحم الإمبريالية البريطانية وتحولها إثر انهيار الاتحاد السوفيتي.
· أهمية إنشاء إسرائي، بالنظر إلى المشروع الإمبريالي.
· تعديل موقع روسيا في السياسة العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
· دور الصين وإيران الصاعد في أوراسيا.
· المعارضة الناشئة في وجه للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو .(
في حين أن الكتابات الجديدة المتعلقة بحلف الناتو وروسيا والشرق الأوسط مجزأة، فإنّ هذا الكتاب يعطي صورة مدمجة للعناصر السالفة وفقاً لمنظور تاريخي يتميّز بفهم لوجهات نظر العالم العربي/الإسلامي، باعتباره النقطة التي تركز عليها "الألعاب الكبرى" كافة. فيسهم في ردم الفجوة ما بين قراء الغرب وروسيا والشرق الأوسط بتقديم تحليل ميسّر وجذاب يلفت اهتمام المفكرين النقديين ويوفّر في الآن نفسه الأدوات اللازمة لتحليل تطورات اللعبة الجارية .
فـلا يمكن ترجمة لعبتي المواجهة الكبيرتين في الأيام الخوالي بين الأمبراطورية البريطانية والأمبراطورية الروسية معتمدين ببساطة على المفردات إياها التي تعبر عن المنافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي/ الصين في القرن العشرين. فثمة لاعب جمعي جديد ظهر علىى الساحة ويتمثل بحلف الناتو الذي أصبح اليوم، كمثل ثوب الأمبراطور، حيوياً لتبرير مرامي إمبريالية أمريكا العالمية. اليوم، أصبح الملعب – وهو السياق الجيوسياسي- أوسع بكثير مما كان عليه في القرنين التاسع عشر والعشرين. ومع ذلك، ما برحت أوراسيا ملعباً مركزياً، نظراً لما تحتوي عليه من موارد الطاقة بالنسبة لمعظم سكان العالم .
أما وجود إسرائيل، فهو وجود شاذ يعقد بصورة جدية تطور اللعبة الجيوسياسية. لقد تم ّ تحليل أدوارها في الألعاب الكبرى كمستعمِرة وكقوة إمبريالية في حد ذاتها، في سياق تاريخ اليهودية وعلاقتها بالعالمين المسيحي الغربي والإسلامي على حد سواء.